وهو يهودي سوري أعلن أنه المسيح المنتظر والمنقذ لليهود، وسير حملة لا نتنزاع فلسطين من المسلمين، فغادر يهود بابل وأسبانيا مواطنهم ليشتركوا في هذه المغامرة إلا أن القائم بها أسر وعرضه الخليفة يزيد بن عبد الملك على الناس على أنه مهرج دجال (?)، ثم أمر به فقتل (?)، ويغلب على الظن على هذه الحركة، لم تصل إلى مرحلة التنفيذ، فيبدو أنه قد تم اكتشاف أمر شيريم وهو لا يزال يدعو إلى حركته، ويعد نفسه للقيام بحملته، واليهود أجدر الناس بإبرام المؤامرات وتدبير الدسائس في سرية تامة وتنظيم دقيق. نقول هذا (?) مع أن ديورانت (?)، قد نص على تسييره الحملة لانتزاع فلسطين، ووقوع القائم بها في الأسر، وهذا يعني مواجهة الدولة في عهد الخليفة يزيد لهذه الحركة، وإخمادها (?).
ظهر بلاي كمناوي للسيادة الإسلامية على أسبانيا في ولاية الحر بن عبد الرحمن على الأندلس، إذ يخبرنا المقري: أن أول من جمع فل النصارى بالأندلس بعد غلبة العرب لهم شخص يدعي بلاي من أهل أشتوريش من جليقية، كان رهينة عن طاعة أهل بلده، فهرب من قرطبة أيام الحر بن عبد الرحمن سنة 98 هـ وخرج معه النصارى على نائب الحر فطردوه وملكوا
البلاد (?)، ولما تولى السمح الأندلس أعد جيشه لخوض غمار الحروب، وتوجه إلى المناطق الشمالية من الأندلس، فحارب عصاة المسيحيين، وهزمهم وأجبرهم على اللجوء إلى المعاقل الجبلية في الاسترياس (?)، غير أن هزيمة المسلمين واستشهاد قائدهم السمح بن مالك في معركة طولوشة في بلاد الغال، قد أوجد الفرصة للمتمردين بقيادة بلاي من معاودة نشاطهم ضد المسلمين، ولكن عبد الرحمن الغافقي، الذي أرتد بالجند بعد الانكسار في معركة طولوشة إلى الأندلس فولاه أهلها أمرهم حتى قدوم الوالي الجديد - تمكن من إخماد بوادر الخروج التي ظهرت في الولايات الجبلية الشمالية (?) وأخذت حركة بلاي في ولاية