(الكتاَب)، ومنهم ليث بن أبي رقية أم الحكم بنت أبي سفيان (?) والخاتم، وعليه نعيم بن سلامة (?)، وقسم يتولى متابعة الشؤون المالية، وله تفريعات منها الخراج ومن ولاته على الخراج عقبة بن زرعة الطائي (?)، والصدقات إذ وليها لعمر عبد الله بن عبد الرحمن بن عتبة القرشي (?). وهي تمثل مؤسسة النقد في الوقت الراهن وليها لعمر بن أبي حملة القرشي (?)، وكذلك الخراج المركزي وكان عليه صالح بن جبير الغداني (?)، وأما في مجال التعليم والتثقيف فقد أنشأ عمر مجالس التعليم الدائمة في المساجد، وكلف من يقوم بالتفقيه والتعليم المتنقل في البداية، كما كلف أناساً بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأقام دور الإفتاء إذ جعل الفتيا في مصر إلى ثلاث فقهاء (?). بالإضافة إلى ما سبق فقد كان هناك ولايا ت أخرى، مثل ولاية الصلاة وولاية الحج وتسيير أموره، والبريد وغير ذلك مما لم يسعفنا المقام بالإحاطة والتفصيل له وهكذا كان عمر بن عبد العزيز يطبق مبدأ تقسيم العمل في دولته (?)، فقد كان رحمه الله رجل دولة من الطراز الأول.

هذا وقد كان عمر بن عبد العزيز في كثير من الأحيان يعطي الولاة الحق في تعيين وزرائهم، وتشكيل مجالس شوراهم، ولهم حق الإشراف على جيش الولاية، والحفاظ على الأمن الداخلي في الولاية، والنفقات اللازمة لكل ولاية مع الأشراف والمتابعة. ... الخ، هذه بعض الملامح والمعالم من فقه عمر بن عبد العزيز في إدارته للدولة.

ـ من أسباب نجاح مشروع عمر بن عبد العزيز الإصلاحي:

كانت هناك عوامل متعددة ساهمت في نجاح مشروعه الإصلاحي منها:

1 ـ صفاته الشخصية من العلم، والورع والخشية والزهد والتواضع والحلم والصفح والعفو والحزم والعدل مع قدرات إدارية كبيرة في فن التخطيط والتنظيم والقيادة والتوجيه ومعرفة الناس.

2 ـ إمتلاكه لرؤية إصلاحية تجديدية واضحة المعالم، هدفها الرجوع بالدولة والأمة لمنهج الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

3 ـ التفاف الأمة حول هذا المشروع عندما لمست صدق المشرف عليه وإخلاصه.

4 ـ وجود كوكبة من العلماء الربانيين في عهده كانوا مؤهلين لقيادة الدولة والأمة، فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015