جاءت الفرصة بوصول عمر بن عبد العزيز للحكم وأتاح لهم المجال أبدعوا وأثبتوا جدارتهم في ما أسند لهم من مهام كبرى وهذا درس مهم في أهمية تكامل العلم الشرعي، والأمانة والتقوى مع القدرات القيادية في شخصية العلماء الربانيين، فذلك يساعدهم على تحكيم شرع الله من خلال مناصب الدولة وقيادة الجماهير والتفاهم حول المشروع الإسلامي الكبير.

5 ـ الحرص على تحكيم الشرع في كل صغيرة وكبيرة، على مستوى الدولة والأمة فيأتي بذلك التوفيق الرباني قال تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ... )) (الأعراف، الآية: 96).

* أثر الإلتزام بأحكام القرآن والسنة الشريفة على دولة عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

إن التأمل في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وفي حيا ة الأمم والشعوب تعطي العبد معرفة أصيلة بأثر سنن الله في الأنفس والكون والآفات وأوضح مكان لسنن الله وقوانينه كتاب الله تعالى: ((يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) (النساء، الآية: 26).

وسنن الله تتضح بالدراسة فيما صح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمطالعة في سنته صلى الله عليه وسلم فقد كان يقتنص الفرص والأحداث ليدل أصحابه على شيء من السنن، ومن ذلك أن ناقته صلى الله عليه وسلم (العضباء) كانت لا تسبق، فحدث مرة أن سبقها أعرابي على قعود له، فشق ذلك على أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لهم (صلى الله عليه وسلم) كاشفاً عن سنة من سنن الله (حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) (?) وقد أرشدنا كتاب الله إلى تتبع آثار السنن في الأمكنة بالسعي والسير وفي الأزمنة من التاريخ والسير. قال تعالى: ((قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)) (آل عمران، الآيتان: 137ـ138) وأرشدنا القرآن الكريم إلى معرفة السنن بالنظر والتفكر قال تعالى: ((قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)) (يونس، الآيتان: 101ـ102).

من خصائص السنن الإلهية:
1 ـ أنها قدر سابق:

1 ـ أنها قدر سابق: قال تعالى: ((مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)) (الأحزاب، الآية: 38) أي أن حكم الله تعالى وأمره الذي يقدره كائن لا محالة وواقع لا حيد عنه، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

2 ـ أنها لا تتحول ولا تتبدل:

2 ـ أنها لا تتحول ولا تتبدل: قال تعالى: ((لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015