لما قامت العواصف على مصطفى محمود من كل اتجاه سكن وخنس؛ لأنه شيطان يعلم متى يوسوس ومتى يخنس، ولكنه لا يهدأ إلى الأبد، ورد عليه علماء الأزهر، بل رد عليه أساتذته وقالوا: إنك أخطأت التوقيت؛ أي أنهم لم يختلفوا معه في أصل القضية، ولكن اختلفوا معه أنه غبي، فقد اختار وقتاً ليس مناسباً، فظن أن يوم السبت الماضي كان يوماً مناسباً، فأتى بهذا المقال مرة أخرى، فماذا قال مصطفى محمود؟ قال تحت عنوان: (كلمة هادئة) وكأنه يقول: لا تتعصبوا؛ فالمسألة كلها حرية رأي، وحرية فكر ولعب ومزاح، فلماذا أنتم تتضايقون؟ ثم افرض أنني قلت كلمة تعني شيئاً، هل تستحق هذه الغارة كلها؟ فأنا أمزح وأنا كنت نائماً وأحلم.
فقال تحت: (كلمة هادئة): في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وهو يعلم أن الحديث في الصحيحين، وأن الأمة منذ أن صنّف البخاري ومسلم صحيحيهما تلقت الكتابين بالقبول، وهذا إلى قيام الساعة عند أهل الحق، ولكن عند أهل الباطل يقول: (في صحيح البخاري وصحيح مسلم في باب التوحيد عن أبي سعيد الخدري نقرأ هذا الحديث العجيب عن يوم القيامة) هكذا يقول.
ثم يقول: (يقول الجبار قبل إقفال باب الحساب: بقيت شفاعتي، ويقبض قبضة من النار فيُخرج أقواماً قد امتحشوا -أي تفحّموا- فيضعهم في نهر في الجنة اسمه الريان).
هكذا قال وهو جاهل وغبي وأحمق، بل هو أجهل من حمار أهله؛ لأن باب الريان لأهل الصيام، ولم يقل: (باب) أيضاً، بل قال: (نهر) اسمه نهر الحياة، وهكذا أعمى الله تعالى بصيرته.
فقال: (فيضعهم في نهر في الجنة اسمه الريان، فتنمو أجسادهم كما تنمو الحبة في حميل السيل، ويوضع في رقابهم الخواتيم، ويقال: هؤلاء عتقاء الرحمن، دخلوا الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه).