قال: وهو كلام يخالف صريح القرآن، بل يناقض القرآن في (35) موقعاً يؤكد فيها القرآن أنه لا دخول للجنة إلا بعمل صالح)، أي: أنه بذكائه وفطنته عندما قرأ القرآن لأول مرة علم أن هذا الحديث يخالف (35) موقعاً في القرآن الكريم، كل هذه المواقع في القرآن تقضي بأنه لا أحد يدخل الجنة إلا بالعمل.
وطبعاً لو قلنا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لن يدخل الله أحداً منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله تعالى برحمة منه وفضل)؛ لقال: لا.
هذا أيضاً حديث مدسوس! وهكذا لا نخرج من الدس، والذي يميّز لنا المدسوس من غير المدسوس، الصحيح من السقيم، الباطل من الحق هو فضيلة الشيخ العلامة المحدث الكبير الخبيث مصطفى محمود، نعم هو الذي يميّز لنا هذا! ويجب علينا وجوباً لازماً أن نتّبعه في ذلك، ولكن لو اتبعناه فإنه حظنا ونحن حظه، إنه رزؤنا -أي: مصيبتنا- ونحن رزؤه، أي: مصيبته، نحن تبع له إن تبعناه في الدنيا يوم القيامة، نحن نُحشر معه إن رضينا بأن نكون في زمرته من الآن، وللأسف الشديد أن الناس ثلاثة: عالم معلم، وطالب علم على سبيل النجاة، ورعاع دهماء أتباع كل ناعق، وعلى رأس الناعقين هو، فمن تبعه لا بد أن يكون معه يوم القيامة.
ثم بعد ذلك يأتي بهذه الآيات التي تثبت أنه لا دخول للجنة إلا بعمل، ويقول: (وعلى الرغم من هذا التكرار القرآني الذي يؤكد المعنى بلا لبس وبلا إيهام ولا استثناء)، نعم هذه الآيات قد لُبّست على علماء الأمة شرقاً وغرباً منذ (14) قرناً وزيادة وظهرت عنده؛ لأنه ليس فيها لبس ولا إيهام على عقل المجرم الفذ! فقال: (يفاجئنا رواة الأحاديث بهذا الحديث العجيب عن هؤلاء الأقوام الذين يخرجهم ربنا من النار وقد تفحّموا ويدخلهم الجنة بلا عمل عملوه ولا خير قدموه.
قال: فإذا رفضنا هذا الحديث اتهمونا بإنكار السنة).
لا.
لا، فأنت مبرأ، وما هي إلا محاولة للاستئناف، إما أن يؤدي بك إلى الجنة وإما أن يؤدي بك إلى النار.
قال: (اتهمونا بإنكار السنة وإنكار الشفاعة، وقال عني الشيخ القرضاوي: إنني رجل مكابر.
سامح الله الشيخ القرضاوي).
أرأيت قلبه الرحيم! فهو لا يقابل الإساءة بالإساءة ولا التهمة بالتهمة، إنما يعفو ويصفح، قلب رحيم تربى على يد رشاد خليفة وأحمد صبحي منصور وأيدي الملاحدة.
ثم يقول: (فأنا على كثرة عيوبي قد عافاني الله من داء الكبر، ولا أزكي نفسي، فهذه منة امتن بها عليّ ربي.
قال: وأخون أمانة القرآن في عنقي إن لم أُنكر هذا الحديث الذي تقولون به).
أمانة القرآن؟! ما هي علاقتك بالقرآن؟! وما هي علاقتك بالسنة؟! هل أنت عالم؟! أنت لا تفهم إلا في لغة الحيوان والصيد والحشرات والنبات وغير ذلك، فالعجيب أنكم تصدقون كلامه، ولو أن الواحد منكم مرِض هل يذهب إلى نجار ليعالجه؟! وإذا احتاج الواحد منكم إلى صناعة باب لبيته هل يذهب إلى طبيب ليصنعه؟! لِم تحترمون التخصص في كل شيء وتستبيحون دين الله عز وجل، أهو الشيء المستباح لديكم؟! أكل من يقول في دين الله اتهاماً محل احترام وتقدير عندكم وأنه مجتهد: إما مصيب وإما مخطئ! ثم يقول: (وأخون أمانة القرآن في عنقي إن لم أُنكر هذا الحديث الذي تقوّلوا به زوراً وبهتاناً على سيدنا رسول الله).
ولكني أخشى أن يكون سيدهم رسول الله هو أحمد صبحي منصور أو رشاد خليفة.
ويقول: (وحاشا لرسول الله الذي جاءنا بالقرآن أن يقول هذا الكلام الذي ينقض به القرآن في معنى أكده القرآن (35) مرة في (35) موقعاً.
إن الجنة جزاء على خير العمل، حتى يكاد يكون هو قانون القرآن الأول ودستوره الثابت وروح العدالة المبثوثة في ثناياه) أي: العمل.
يقول: (ولا غرابة؛ فهو الدس والتحريف حينما عجزوا عن المساس بآيات القرآن).
هل نحن الذين نمس القرآن؟! هل البخاري هو الذي يمس القرآن؟! مسلم هو الذي يمس القرآن؟! أحمد بن حنبل في مسنده هو الذي يمس القرآن؟! أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم من بعده عجزوا عن تحريف آيات القرآن فحرفوا السنة النبوية؟! إنه يريد أن يهدم قدسية العلماء وقدسية الإجماع في قلوب أبناء العصر؛ حتى ينحرفوا عن كتاب الله وعن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهم مطمئنون كل الاطمئنان أنهم غير آثمين.
ثم يقول: (ولم يجدوا وسيلة إلى تحريفه -أي: القرآن الكريم- فاستداروا إلى الأحاديث يحرفونها ويختلقونها اختلاقاً، وقد اعترف رواة الأحاديث أنفسهم بأن فيها الضعيف والموضوع والمدسوس والمنحرف).
نعم قد اعترفوا، ولكنهم ميزوا بين هذا وذاك، هم الذين اعترفوا بأن السنة قد دخلها تحريف، وهم حينما عرفوا بهذا التحريف قاموا بجهد انبهر به علماء الغرب في وضع قواعد لتمييز الصحيح والسقيم، ولذلك اعتبر الغرب أن قواعد الجرح والتعديل التي تفضّل بها علماء المس