الوحدانية، مثلًا: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (الأنبياء: 22)، {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (المؤمنون: 91) هذه تُصاغ في أدلة تتكوَّن من مقدمات ونتائد؟
قضية البعث مثلًا، وإنكار البعث خطير يترتب عليه إنكار كلّ ما بعد البعث: إنكار الحشر، وإنكار الجنة والنار والحساب، والصراط والميزان والحوض، ما دام لا يُوجد بعث فلا يوجد ما بعد البعث، لذلك أيضًا اهتمَّ القرآن الكريم بهذه القضية، ولا توجد سورة تقريبًا -وخصوصًا السور المكية في مواجهة أهل مكة الذين ينكرون البعث- إلا وعنيت بهذه القضية، وأقامت عليها الأدلة.
كذلك قضية الاهتمام بالسنة، قضية وجوب الاحتجاج بالسنة، قضية وجوب اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحينما أدخل إلى الآيات سأستعرض عددها لأبين صدق هذه المقولة من أنها قضية قرآنية.
إذن هي قضية قرآنية لاهتمام القرآن الكريم بها عبر عدد الآيات الكثيرة، أو من خلال الآيات الكثيرة التي تحدَّثت عن هذه المسألة، وأيضًا طريقة العرض؛ ما بين آيات تحذِّر من المخالفة، ما بين آيات تدعو إلى وجوب الطاعة، ما بين آيات تبيِّن جزاء المخالفين وجزاء المطيعين، وما بين آيات تعلّق الإيمان على وجوب طاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
منهج القرآن في معالجة القضية وطريقة عرض القرآن الكريم طريقة عجيبة، تنخلع لها القلوب فعلًا حقيقة؛ لأن المسألة خطيرة فالقرآن الكريم اهتم بها جدًّا؛ من طريقة ذكر الآيات، ومن طريقة عرض الآيات.
مثلًا من الممكن أن أستدل بآية البقرة في آخرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} وأيضًا مثلًا في قول الله