بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس
(أدلة حجية السنة المطهرة (1))
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، ثم أما بعد:
فنبدأ الحديث بعون من الله -تبارك وتعالى وتوفيقه- عن حجية السنة:
الحجية معناها: أن السنة حُجَّة من حجج الله -تبارك وتعالى- على خلقه، يجب العمل بها، الله -عز وجل- من ضمن حُجَجِه على خلقه أنه ألزمهم بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا ورد في آيات كثيرة، وفي أحاديث.
أهمية المسألة:
المسألة في الحقيقة مسألة إيمانية، ومسألة عقدية، وقضية قرآنية؛ مسألة إيمانية بمعنى: أن إيمان المؤمن يتوقَّف على إيمانه بهذه الحقيقة، وهي وجوب العمل بالسنة المطهرة، وهي مسألة عقدية؛ لأنها جزءٌ من عقيدته التي يدين الله تعالى بها، والتي سيُحاسب عليها حين يلقى ربه، وهي قضية قرآنية؛ لأن القرآن الكريم اهتمَّ بها من ناحية أنها قضية إيمانية. أما كونها قضية قرآنية فهي فعلًا قضية قرآنية، بمعنى: أن القرآن الكريم اهتمَّ بها جدًّا وأولاها عناية فائقة، تتمثَّل في مجموعة من المظاهر، من ذلك كثرة الآيات التي تحدثت عن هذه القضية، قضية وجوب العمل بالسنة -أي: وجوب اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم، حين نستعرض القرآن الكريم، القرآن الكريم له قضايا اهتمَّ بها جدًّا: قضايا الوحدانية.
نستطيع أن نقول بلا مبالغة: لا تكاد تُوجد صورة قصيرة أو طويلة إلا وتعرضت للوحدانية بشكل مباشر أو غير مباشر، {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255) وردت في البقرة، في آية الكرسي، ووردت في أول آل عمران: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}، (النساء: 36) حين نستعرض القرآن الكريم سورة سورة سنجد التعرض للوحدانية وإثباتها؛ لأنها أم القضايا في الإسلام، ولأنها تتفرع عنها القضايا الأخرى، والبشر الذين لا يسلمون بالوحدانية يخرجون عن دائرة الإيمان، ولذلك هذا مثال للقضايا القرآنية لدرجة أن القرآن الكريم أقام الأدلة على