هذا البيان النبوي الكريم لهذه الآية ماذا فعل؟ خصص العام، يعني: قصر الظلم على بعض أنواعه وهو الشرك، بدل أن كان يشمل كل أنواع الظلم أصبح مقصورًا على نوع واحد من أنواعه، وهو الشرك.

ماذا فعل حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الآية القرآنية؟ خصصها، ما معنى خصصها؟ يعني: قصَر الحكم على بعض أفراده بدل أن كان المراد هو كل الأفراد، هذا بيان بعض الأمثلة، والأمثلة كثيرة جدًّا من تخصيص السنة لعام القرآن الكريم وتوضيحها لبعض الأمور.

أيضًا، من أنواع بيان السنة للقرآن الكريم ما يُسميه العلماء بتقييد المطلق:

تقييد المطلق يعني الشيء يأتي مطلقًا في القرآن الكريم، تقيِّده السنة، في المعنى بتفصيل المجمل، تعريف المجمل، تعريف المطلق، تعريف العام، تعريف المقيد، أو التقييد، كل ذلك له تفصيلات في علم أصول الفقه.

المطلق: شيء واسع يأتي في القرآن الكريم، أو تأتي السنة لتقيّده، مثال ذلك قول الله -تبارك وتعالى-: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة: 38) الله -سبحانه وتعالى- يُحدِّد عقوبة السارق بأن تُقطع يداه؛ جزاءً له بما اقترف من الإثم، وهذه العقوبة نكالٌ من الله تبارك وتعالى. هذا معنى الآية بإيجاز.

هيا بنا نُطبِّق حدَّ السرقة في ضوء القرآن الكريم: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} اليد في اللغة وفي الشرع أيضًا تُطلق على هذا العضو منَّا من أول الأصابع إلى المنكب، يعني: على طول الذراع كله، استعمالها في القرآن الكريم واستعمالها في السنة المطهرة بهذا المعنى كثيرًا جدًّا، في آيات كثيرة، نعم هي تتكون من أجزاء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015