((ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه)) إلى آخر الأحاديث الواردة التي نستطع أن نضعها بجوار بعضها؛ لنستخرج منها ما يمكن أن نسميه بمنهج الإسلام في الطعام، بمنهج الإسلام في الثياب، مثلًا: ((ثلاثة لا يكلمهم الله تعالى، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المنان، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته باليمين الكاذب))، ((إن الله لا ينظر إلى من جرَّ ثوبه خيلاء أو بطرًا))، أحاديث كثيرة بينت لنا حدود اللباس الشرعي من شكله، ومن تفصيلاته، ومن مقاسه ... إلى آخره، لكن ورد الأمر في القرآن الكريم مجملًا موجزًا مختصرًا، تكفَّلت ببيانه السنة المطهرة.

نوع آخر من أنواع بيان السنة للقرآن الكريم، وهو ما يمكن أن نسميه بتخصيص العام:

والعام لفظٌ ينطبق على أفراد كثيرين، إذا قلت مثلًا: كل الطلاب ناجحون، هذا بمقتضى هذه الجملة ينطبق على كل ما يُمكن أن يُوصف بأنه طالب في الدنيا كلها، لو قلت في جملة ثانية مثلًا: أقصد طلاب جامعة كذا، ماذا فعلت جملة: أقصد طلاب جامعة كذا، مع الجملة الأولى كل الطلاب ناجحون؟ خصَّصتها يعني: قصرت الحكم العام الوارد في الجملة الأولى على بعض أفراده، بدل أن كان ينطبق على كل الأفراد الذين يدخلون تحت عموم الجملة بأنه طالب في أي مكان في الدنيا، صار الحكم مقصورًا أو مخصوصًا بالجامعة التي ذكرتها مثلًا: جامعة كذا.

هذا هو تخصيص العام يعني: اللفظ العام الذي ينطبق على أفرادٍ كثيرين قُصر على بعض أفراده، بدل أن كان ينطبقُ على العموم المطلق الوارد في السياق الأول، في القرآن الكريم آياتٌ عامة فيها أحكام عامة، جاءت السنة المطهرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015