الصيام والحج، ورغم أن الحج قال العلماء: إن القرآن الكريم تعرَّض لأركان الحج: الوقوف بعرفات: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} (البقرة: 198) {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (البقرة: 158) ذِكْر الصفا والمروة، {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق} (الحج: 29) الطواف، لكن بقي للسنة أيضًا تفصيلات كثيرة يعني: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق} كيف نطوف؟ ومن أين نبدأ؟ وأين ننتهي؟ وما عدد الأشواط؟ وما شروط صحة الطواف؟ وماذا نقول في طوافنا؟ أيضًا نفس الكلام عن السعي، وعن الوقوف بعرفة إلى آخره، يعني رغم أن القرآن الكريم ذكر مجرد الذكر لأركان الحج إلا أن السنة تولَّت التفصيلات، التي لا يمكن أن يطبَّق الركن إلا من خلال فهمها ووجودها معنا، وهي أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- التي بينت تلك التفصيلات.

حين نضرب أمثلةً بالصلاة والزكاة والصيام والحج، فإننا نضرب أمثلةً بأركان الإسلام الأربعة بعد الشهادتين.

وبإيجاز شديد نستطيع أن نقول: لولا السنة لما استطعنا إقامة بنيان الإسلام، في الحديث الصحيح المتفق عليه عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب الإيمان عند البخاري ومسلم: ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، وصوم رمضان))، روايات قدمت الحج على الصوم، وروايات قدمت الصوم على الحج.

أركان الإسلام الأربعة التي بعد الشهادتين، التي بدونها لن يُقام الإسلام، ولن يُبنى الإسلام، ولن يكون هناك إسلام، كل ذلك متوقف على السنة المطهرة، وأنا لا زلتُ في نوعٍ واحد من أنواع بيان السنة للقرآن الكريم، وهو تفصيلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015