النساء مثلًا والجهَّال، وما إلى ذلك. كما يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى- في (زاد المعاد): إنَّ تأثير السحر يكون على القلوب الضعيفة، وعلى غير المُشَرَّب بالإيمان القوي، التي تستسلم للابتلاء أو للسحر وتبكي ولا تحاول الاستشفاء بالوسائل الشرعية، أو تضعف أمام الساحر وتستكين له، وكأنه يستطيع أن ينفع وأن يضر وأن يُعز وأن يُذِلّ -أعوذ بالله- وهذا من الدروس المستفادة، حتى من قصة السحر هنا، ومن قصة سيدنا موسى، ومن قصة السحرة؛ الساحر لا يستطيع أبدًا أن يتجاوز قَدْرَه.
لو كان الساحر يستطيع أن يغير حقائق الأشياء كان يحوِّل الورق الذي في أيدينا إلى نقود وينتهي الأمر، كل الذي يفعله لينال العطاء، لينال النَوَال، ليأخذ من الناس الرشاوي على هذا المال الحرام، السحت، على ما يؤذيهم به، ثم يعود يوهمهم أنه يصرفه عنهم، كان بدل كل هذه المهانة، وهناك من يؤذيه، وهناك كذا، كان من أول الأمر يحوِّل الورق إلى نقود، أو يصنع النقود بادئ ذي بدء، لكن هو عاجز عن ذلك، كل الذي -كما قلنا- يستطيعه هو نوع من التأثير في نفس المسحور.
ونحن هنا لا نتكلم عن السحر وأثره في النفس، هو حقيقة ثابتة بالقرآن والسنة، لكن أهل الإيمان القوي لا يكون تأثير السحر فيهم عميقًا قويًّا، أما أصحاب القلوب الضعيفة -التي نسأل الله عز وجل ألا نكون منهم- فهُم يشتد تأثيرهم ويضعفون، وبالتالي يرتكبون مخالفات حين يريدون صرف السحر عنهم.
أيضًا الحديث فيه فائدة طيبة جدًّا:
النبي -صلى الله عليه وسلم- أمّنا عائشة تقول له: ((هلا استخرجته؟ أو أفَلَا استخرجته؟ قال: عافاني الله فكرهت أن أُثِير على الناس فيه شرًّا)). لا نريد ماذا فعل؟ وكيف؟ وتفصيلات، ويظل الناس يتحدثون فيها أيامًا ويُفتَنُون حولها.