ينزل إليهم كل ليلة، عند السماء الدنيا، من منتصف الليل حتى الفجر، نزولًا يليق بجلاله وكرمه -جل في علاه- يقول: ((هل من سائل فأعطيَه، هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له)) هل من كذا، هل من كذا، هل من كذا ... إلى مطلع الفجر.

أيضًا من فوائد الحديث الهامة جدًّا:

أن الصالحين مثل غيرهم يتعرضون للابتلاء، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح: ((أشد الناس ابتلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)) على قدر منازل الناس في الطاعة والعبادة على قدر ما يكون الاختبار والامتحان لهم؛ ليتميزَ منهم الصادق من غيره، يعني: قد يكونون هم صالحون ملازمون للذكر والدعاء وقراءة القرآن، يُكثرون من الطاعات ويبتعدون عن المعاصي فكيف يتعرضون،: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء: 35).

والمشاكل أو البلاءات التي تصيب الناس هم يستفيدون منها، إن كان في رفع الدرجات، أو في حطّ الخطايا، أو تكفير الذنوب، والذي يحاسب الله عليه خلْقه أكثر من الذي يؤاخذهم عليه -جلَّ في علاه- إذًا الأنبياء والصالحون يتعرضون للابتلاء، والسبيل إلى رفع هذا الابتلاء هو بالتضرع إلى الله -جلَّ في علاه-.

أيضًا في الحديث:

ما يفيد أن تأثير السحر لم يكن قويًّا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو فقط يُخيَّل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، وفي قصة سيدنا موسى أيضًا نفس القضية، يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى، يعني: كل الذي استطاعه السحرة أنه خيل إليهم لم يؤثروا فيه تأثيرًا عميقًا، إنما التأثير العميق يكون مع أصحاب القلوب الضعيفة، كقلوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015