المعرفة بالحقيقة، والسحر يُطلَق على الأمور الحسية وعلى الأمور المعنوية، ما دام يصرفك عن الحقيقة أو عن المتابعة، أو يقع في نفسك تزيين، فهذا نوع من السحر؛ ولذلك يقولون مثلًا ... وهذا في الحديث، رواه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أنه قدما رجلان من المشرق، فخطبا، فعجب الناس لبيانهما -يعني: كلامهما كان حلوًا طيبًا فصيحًا بليغًا- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن من البيان لسحرًا، أو إن بعض البيان سحر)) هذا رواه البخاري في كتاب الطب، باب: "إن من البيان لسحرًا".
إذن هذا البيان يكون سحرًا؛ لأنه قد يُقْصَد به تزيين الباطل، وقد يُقْصَد به صرف الناس عن الحق، يعني: الناس تتلقى الكلام الحلو وتتأثر به وقد لا يكون صادقًا، وقد لا يكون حقًّا، وقد يكون المقصود به أن يُصرَفوا عن الجهاد، عن متابعة مسألةٍ ما، فخدعهم هذا القول، فهذا نوع من السحر في المعنويات، يعني: ليس هناك شرْط، بأنْ جسمه سُحِر، أو عقله سحر، إنما صُرِفَ عن متابعة الحق بهذا الكلام المزيَّن الجميل المزخرف الذي خُدِعَ به سامعه.
الكلام عن السحر له تفصيلات كثيرة، وكتب كثيرة مؤلفة عن السحر، وكل كتب السنّة التي شرحت الحديث تكلمت عن السحر، وكيف يكون؟ وآيات تفسير القرآن الكريم في قصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون، تعرضوا لكثير جدًّا من السحر.
السحر وسائله شديدة أو كثيرة، تكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد، هو لا يظهر إلا على يد فاسق أو كافر، هو لا يُستدَل به على نبوة ولا يُتَحَدَّى به الخلق، وأحيانًا يكون بالاستعانة بالشياطين وبخداع وتخيلات لا أصلَ لها، المقصود بها خداع الناظر واستمالته كما يفعل الحُواة الذين يعتمدون على