ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب: السلام، باب السحر. ورواه الإمام النسائي في سننه الكبرى في كتاب: الطب، باب: السحر.
ورواه ابن ماجه في سننه، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده في عدة مواطن، وليس في موطن واحد، وأخرجه ابن حبان -رحمه الله تعالى- في صحيحه أيضًا في كتاب: التاريخ، باب: كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى آخره، أبو يعلى أخرجه والبيهقي في (دلائل النبوة) أخرجه، وابن سعد في (الطبقات) أخرجه، والحميدي في مسنده أخرجه، والإمام الشافعي في مسنده، أخرجه، والبيهقي في سننه الكبرى أخرجه، وابن جرير الطبري في (التفسير) أخرجه، كلها روايات من أمنا عائشة، وهناك طرق أخرى لأمِّنا عائشة أيضًا في كتب السنة.
هذا التخريج يدل على أن هذا الحديث قد ملأ كتب السنة، وأنه لا يوجد مصدر أو ديوان من دواوين السُّنة المطهرة إلا وقد تعرَّض لهذا الحديث وذكره.
إذَن الحديث بعد هذا التخريج صحيح، بل في أعلى درجات الصحة، الحديث إذا رواه البخاري ومسلم فقد تلقته الأمَّة بالقبول، وهو المتفق عليه، وهو في أعلى درجات الصحة، وعلماؤنا يُقسِّمون الحديثَ إلى مراتب الحديث الصحيح، أعلاها باتفاق الأمة ما اتفق عليه البخاري ومسلم.
ننظر الآن في بعض لغويات الحديث:
السحر له معانٍ متعددة، منها: صرْف الشيء عن وجهه بما خفيَ ولَطف ودقَّ، يعني: نصرف الشيء عن وجهه الذي هو عليه، ووسيلتنا في هذا الصرف بأشياء دقيقة خفية لطيفة لا يراها أحد، أو لا يكاد يعلمها كثير من الناس، ومنه قول الله -تبارك وتعالى-: {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} (الحجر: 15) أي: مصروفون عن