أيضًا من فوائد الحديث: أن لله قوانينَ لا يستثني منها أحدًا، لا أحد يقول عن نفسه: إن هذا القانون الإلهي لا ينطبق عليه، الموت الكل سيموت، وسيدنا موسى فَقِهَ ذلك: ((لك بكل شعرة تقع تحت يدك إذا وضعتها على متن ثَوْر سَنَة)) ومع ذلك يسأل، فالموت، نعم ماذا بعدُ؟ هو الموت، أنت لم تُستثنَ من هذا، وأنت من كرام خَلْق الله على الله، ومن أفضل خمسة من الأنبياء، من أولي العزم من الرسل؛ إذن فأنت من أفضل خمسة من البشر، ومع ذلك قانون الله -تبارك وتعالى- ينطبق عليك، غاية ما في الأمر أنك خُيِّرت الآن أو بعد الآن.
هذا هو الذي زاده الأنبياء على غيرهم أنهم يُخيَّرون فقط، ربما ذلك لِحِكَم: هل يواصلون القيام بمهمتهم في الدعوة؟ هل يواصلون مهمتهم في القيام بالرسالة؟ هل يشعرون أن مهمتهم قد انتهت؟ أو يحتاجون إلى أجل إضافي ليتمموا ما بدءوه وليكللوا عملهم بالنجاح؟ وكل ذلك رغبة في أن يُرضوا اللهَ -عز وجل- بأنهم قاموا بالمهمة على خير قيام، لكنَّا كما قلنا الأدلة التي بين أيدينا هذا سيدنا موسى، وهذا سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُخَيَّر أحدٌ منهم إلا اختار الرفيقَ الأعلى؛ لأنهم يعلمون أن ما عند الله خير وأبقى، وأفضل وأحسن وأكرم مما هو في الدنيا بكثير.
أيضًا في الحديث فضل الموت في الأرض المقدسة، وهذا إذا حدث هو على كل حال لا يترتب عليه تمييز أو رفع في الدرجات، لكنها أرض مباركة قد ينال صاحبها بركتها، لكنَّ المعروف أن الأعمال هي الشفاعةُ التي نقدمها عند ربنا -سبحانه وتعالى- لنا بعد فضل الله -عز وجل-؛ لأنه: ((لن يُدْخِل أحدَكم عملُه الجَنّة -كما أخبر بذلك