بياض الثياب، كلها صفات بشرية، يصفونه وهم يصفون بشرًا لا يصفون ملكًا؛ لأنهم إلى هذه اللحظة لا يعرفونه، فلمَّا انصرف قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هذا جبريل، أتاكم يعلمكم أمور دينكم)).

أيضًا السابق واللاحق من أمة الإسلام أمةٌ واحدة، السابق من الأنبياء؛ لأنهم مسلمون، ومن اللاحق داخل أمة الإسلام نفسها أو من المسلمين من السابقين كلهم أمة واحدة، أهل إيمان وأهل تقوى، قوانين الله -تبارك وتعالى- فيهم واحدة لا تتغير، جزاء المؤمن الجنة، على المؤمن أن يؤمن بالغيب، عليه أن يرضى بما قسَم الله -تبارك وتعالى- له، كل ما يتعلق بوحدة الأمة، وهي أمة واحدة فعلًا؛ ربها واحد، وقرآنها واحد، ونبيها واحد، وقِبلتها واحدة، كل شيء في هذه الأمة يجمع بين هذه الأمة على أنها أمة واحدة، لا ينبغي أبدًا أن تسمح لأحد بأن يخرق وحدة هذه الأمة، وأن يُفسد على الأمة وحدتها أبدًا كائنًا من كان، إنما هي أمة حتى وإن اختلفت ألسنتها أو اختلفت ألوانها أو اختلفت أوطانها، فهي أمة واحدة، على قلب رجل واحد منهم، تُحْكَم بقرآن وسُنّة، عباداتهم كلها واحدة، وتؤدَّى في وقت واحد؛ فهذا يدل على وحدة أهل الإيمان في كل زمان ومكان.

أيضًا الحديث آمنت به كل الأمة، من أول ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لم نسمع أبدًا للأقدمين من الصحابة أو من الأجيال الصالحة، اعتراضًا على هذا الحديث بهذه الدعاوى الزائفة التي يذكرونها الآن، ويثيرون شبهًا وهي لا تصمد أمام البحث الصحيح بدون أدنى تعسفٍ، لكن الحديث ليس في المعنى أبدًا ما يثير أيّ غبار إيماني أو عقدي حتى نخشى منه، أو حتى نخاف منه، أو حتى نتمنى ألا يكون قد قيل، هذا كله لا نرى فيه شيئًا، وقد وضَّحْنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015