أما قضية أن يكون الله موجودًا -جل في علاه- هذا أمرٌ فطرنا الله عليه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} (الأعراف: 172، 173)، إذن ردّ القرآن الكريم على بعض الشبه، ولم يهتم ببعض الشُّبَه الأخرى.
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة: 111) جاءت في أكثر من آية ردًّا على من يُثير شبهًا، أنت لا تملك دليلًا، ولذلك لم يردّ القرآن عليه في مثل هذه الأمور، وإنما طلب منه الإتيان بالدليل حتى يُردَّ عليه. إذن هو اهتم ببعض القضايا فرد عليه بالأدلة وترك بعض الأمور؛ لأنها تَفتقد الأدلة، ومن ثَمَّ يكون الوقوف معها مضيعة للوقت، وإتلافًا للجهد في غير طائل، والأولى أن تنصرف هممُ المسلمين، وأن يستثمروا جهدهم ووقتهم فيما ينفع المسلمين في دينهم ودنياهم.
إذا عرفنا الشبه نقول: المشكلات التي يثيرها أعداء الإسلام حول السنة، الخلط الذي يُثيره أعداء الإسلام من المستشرقين ومن غيرهم حول السنة المطهرة، من يوم أن قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- السنة. وسيظل هذا الأمر، لم يخلُ عصر من العصور ممن يثيرون الشبه حول السنة.
وجاءت الفرق الإسلامية وكان لها موقف من السنة يدرَّس في تاريخ السنة وفي موقف الفرق منها: المعتزلة، والخوارج، والمرجئة، وغيرهم، والشيعة وغيرهم، وامتدادًا إلى العصر الحديث من العلمانيين، والجاحدين، والمنكرين، والمستشرقين يُثيرون الشبه حول الإسلام، وحول سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم.