- من الأدلة على وجوب العمل بالسنة: استحالة العمل بالقرآن الكريم وحده:
وأيُّ مدرك لعلاقة السنة بالقرآن الكريم يعلم ذلك جيدًا؛ أنها تبين القرآن الكريم بوسيلة من وسائل البيان المعروفة عند العلماء، وهي مثلًا تفصيل المجمل، تقييد المطلق، تخصيص العام، توضيح المشكل، وهي أيضًا تُشرّع كما يُشرع القرآن الكريم تمامًا.
إذن، الاكتفاء بالقرآن الكريم تضييع للإسلام، وأن هذه الدعوى تحمل في طياتها هدفًا خبيثًا جدًّا، وهو تضييع الإسلام نفسه؛ لأن كيف نصلي الظهر أربعًا من خلال القرآن الكريم؟ كيف نصلي العشاء أربعًا؟ كيف نخرج زكاة الأموال بنسبة ربع العشر؟ أين زكاة عروض التجارة في القرآن الكريم؟ أين زكاة الماشية في القرآن الكريم؟ أين أين؟ أمور الإسلام في أركانه وفي غير أركانه تتوقف على السنة المطهرة، فيستحيل عمليًّا وواقعيًّا أن نكتفي بالقرآن الكريم وحده. هي دعوى ظاهرها خدَّاع لكن باطنها هو تضييع الإسلام كله؛ لأنه لو سلمنا جدلًا بهذه المقولة ونحَّينا السنة، فسيتوقف القرآن عن الفهم والتطبيق، وبالتالي يضيع الإسلام الذي هو في المقام الأول يعتمد على القرآن الكريم وعلى السنة المطهرة.
- من الأدلة على حجية السنة: أنها وحي من عند الله -تبارك وتعالى:
وما دامت وحيًا فلا بد من الاستجابة لها واتباعها، أما أنها وحيٌ من عند الله -تبارك وتعالى- فقد قامت على ذلك أدلةٌ كثيرة، من ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 1: 4) أي: كل ما يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- مقصورٌ على كونه وحيًا من عند الله -تبارك وتعالى-، كل ما يقوله هو وحيٌ من عند الله -تبارك وتعالى- الآيات لم