واحد يبوء بالحمل الذي وضعه الله -تبارك وتعالى- عليه وكلّفه به، الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلَّغ، وأدَّى، ونصح، وكشف؛ فجزاه الله تعالى عن أمة الإسلام خيرًا، وعن كل مسلمٍ استجاب له، وهداه الله به إلى معالم الهدى والإيمان.
وأيضًا بعد ذلك بآيات: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} جملة من الآيات متقاربة في سورة النور أشرنا إليها، وهي أيضًا من السور التي ذكرت صراحة اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
سورة الأحزاب فيها آيات أيضًا تحثُّ على الطاعة، وتطلب من المؤمنين حسن الاستجابة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب: 36) هذه الآية تنفي الاختيار عن المؤمنين حين يكون هناك حكم لله -تبارك وتعالى- ولرسوله -صلى الله عليه وسلم.
الاختيار في حقيقته يكون بين شيئين أو بين مجموعة من الأشياء، والذي يختار يُقارن بين هذه الأشياء؛ ليختار من بينها في النهاية ما يؤدِّي إليه اجتهاده، من أنه أكثر فائدة وأقلّ ضررًا، مثلًا أشتري قطعة الأرض هذه أو تلك، أركب هذه السيارة أو تلك، أفعل كذا أو كذا أو كذا إلى آخره، أصلُ عملية الاختيار أنها لا تتم إلا بين خياراتٍ متعددة.
المؤمن سيختارُ بين حكم الله -تبارك وتعالى- وحكم من لا يَستقيم في منهج الإيمان أبدًا أن يختار المسلم بين حكم الله -تبارك وتعالى- وحكم الرسول -صلى الله عليه وسلم، وبين حكم غيرهما. المقارنة أصلًا معقودة لصالح حكم الله -تبارك وتعالى- وحكم النبي -صلى الله عليه وسلم؛ بل الدقة تقتضي أن نقول: لا يجوز أن ترِد المقارنة على الذهن أبدًا، كيف أقارن بين منهج الحق وبين غيره من المناهج؟ الذي يأتينا من عند الله