وحده أنسب مجتمع يستقبل الدعوة, ويكون التفاعل فيه عاديا يسمح لها بالبقاء والتحرك.
كانت الدعوة الإسلامية ضرورة حتى ولو كان المجتمع فاضلا, فإن العبودية لله في العقيدة والقانون والعادات لا تتحقق إلا عن طريق الوحي.
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مذ كان آدم منجدلا في طينته, وهو في كنف الله ورعايته ينتقل من طهر إلى طهر تربى, وتأدب بتربية الله وآدابه: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} .
لم تكن بشرية الرسول -صلى الله عليه وسلم- منذ وجد منفصلة عن "بشر يوحى إليه", وعلى هذا فكل مقاييس علم النفس والتربية وموازين البطولة والزعامة لا مجال لها في الجو النبوي, فكل ذلك دونه بكثير جدا {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .
لا ينبغي علميا ولا أخلاقيا ولا شرعيا أن يفصل عند دراسة شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين بشريته, والوحي إليه {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} .
لم يكن تحنث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جريا على قاعدة من عادات قريش, بل كان وحيا حبب إليه, وسعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى التحنث, وهو نبي "بالرؤيا الصادقة" "ورؤيا الأنبياء وحي".
ليس صحيحا من الناحية العلمية ما أدرجه العلماء في الحديث أو قيل عنه: إنه من البلاغات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلما أوفى بذروة جبل كان يلقي بنفسه.