دلائل النبوة حقيقة ثابتة, نطق بها أحبار اليهود والنصارى وورقة بن نوفل, وكان للعرب معرفة بها, وكان أمية بن الصلت يجاهد بحثا وتنقيبا؛ ليتعرف على أوصافها في نفسه, وقد كان من آثار هذه الدلائل: إسلام ورقة واستعجاله الوحي للنبي -صلى الله عليه وسلم- وإسلام خديجة وسعيها للزواج من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واعتراف هرقل بالرسالة لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم.

استدلت السيدة خديجة رضي الله عنها على صدق نبوة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأخلاقه وأحواله, ولم تسأله دليلا ولا حجة, فافتتحت بذلك أصل مناهج البحث الديني القائم على الحيدة بعيدا عن التعصب والقومية والهوى الشخصي والعقل الصلف.

وأكدت تصديقها عن طريق حاله بأسلوب دعوته, فسألت أهل الذكر ممن يعرفون أساليب الوحي عن جبريل، فقيل لها: قدوس قدوس ما بال جبريل يذكر هنا إنه أمين الله بينه وبين النبيين.

ولقد أعطت السيدة خديجة المثل الطبيعي لما ينبغي أن تكون عليه أسرة الداعية الذي يتصدى لتبليغ دعوة الله من الأخلاق والإيمان والذكاء والتضحية ففي الحلبية، وكان لا يسمع شيئا يكرهه، من قومه إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها وأخبرها به1.

من بركة آثار التهيئة الإلهية التي سبقت الدعوة الإسلامية النجاشي عندما عرض عليه سيدنا جعفر بن أبي طالب دعوة الإسلام قال: هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، فدلل على أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015