من مكة فقد أدركوا أن للمسلمين اليوم دار ومنعة، وعرفوا أنهم الآن أجمع لحربهم, فاجتمعوا في دار الندوة أو اجتمعوا في "زق الخمر" يتشاورون ما يصنعون في أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين خافوه1؟ ولقد كانوا عميا وحمقى وأغبياء, فالذي اجتمعوا له اليوم قد قاله لهم من قبل كبيرهم عقبة "يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه, فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم, فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس2, ولكنهم يومها قالوا له: سحرك والله يا أبا الوليد, وقالها أكثم بن صيفي:
إن أحق الناس بمعونة محمد ومساعدته على أمره أنتم، فإن يكن الذي يدعو إليه حقا فهو لكم دون الناس، وإن يكن باطلا كنتم أحق الناس بالكف عنه والستر عليه3.
جدول الأعمال:
لقد كان ينبغي أن يكون جدول المشاورة أو جدول الأعمال حاويا لكل الأحداث التي مضت.
كان ينبغي أن يكون حاويا:
مقالة عقبة: فأمسكت بفيه فأنشدته الرحم أن يكف, وقد علمت أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- إذا قال شيئا لم يكذب4.