1- من جهة إضافتها إلى مشيئته.
2- وظلم من جهة كيف يعذبهم على أمر هو الذي شاءه وقدره؟!
ثم إني لو قلت: إنها واقعة تحت مشيئة الله؛ لأبطلت بذلك أمر الله ونهيه. بل في ذلك إبطال للشرع، فأنا ما رأيت السلامة من هذا المحذور المحظور، إلا بهذه الطريقة العادلة التي يرتضيها كل عاقل ميزه الله.
فقال الجبري: أنا أقول: إن الله على كل شيء قدير، وإنه خالق كل شيء، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
قضايا، لا يمكن مسلم أن ينكرها، ولا ينازع فيها.
وهذا عموم لا يخرج عنه حادثة، ومن أعظم الحوادث أفعال العباد من طاعات، ومعاصي وغيرها.
فلو أنها خارجة عن قدرة الله ومشيئته، لم يكن الله قديرا على كل شيء ولا خالقا لكل شيء.
ومقضي ذلك: أن العباد مجبورون على أفعالهم، غير مختارين لها لأنهم لو اختاروها وفعلوها حقيقة؛ لخرجت عن مشيئة الله وقدرته.
فتعين القول بالجبر، وأنهم مجبورون مقسورون على أفعالهم، وقد نفذت فيهم مشيئة الله، وصرفتهم الإرادة.
وأدلتي على قولي هذا: جميع النصوص المثبتة لعموم خلق الله ومشيئته وقدرته؛ وأني لو قلت: إن العبد فاعل حقيقة لفعله؛ لأخرجت هذا