فاستحق الأولون: المدح والثواب، واستحق الآخرون الذم والعقاب.
ولم يجبر الله أحدا منهم على خلاف مراده واختياره، فلا عذر للعاصين إذا عصوا وقالوا: إن الله قدرها علينا، فلنا بذلك العذر. فيقال لهم: إن الله قد أعطاكم المكنة والقدرة على كل ما تريدون وأنتم بزيغكم وانحرافكم أرتم الشر ففعلتموه، والله قد حذركم وهيأ لكم كل سبب يصرف عن معاصيه، وأراكم سبيل الرشد فتركتموه وسبيل الغي فسلكتموه.
زيادة إيضاح للجواب الإجمالي
وإذا أردت زياد إيضاح لهذا المقام:
فإنه من المعلوم لكل أحد: أن كل فعل يفعله العبد، وكل كلام يتكلم به، فلا بد فيه من أمرين:
1- قدرة منه على ذلك الفعل والقول.
2- وإرادة منهم.
فمتى اجتمعن، وجدت منه الأقوال والأفعال.
والله تعالى هو الذي خلق قدرة العبد وإرادة العبد.
وخالق السبب التام، خالق للسبب.
فالله تعالى خالق أفعال العباد، والعباد هم الفاعلون لها حقيقة.
فهذا الإيراد الذي أورده هذا المشكك وما أشبهه من الإيرادات التي يحتج بها أهل المعاصي بالقدر