(تعلقهَا وَمَا عقد التمائم ... وشاب وحبها فِي الْقلب جاثم) يَقُول فِي مديحها
(يلوذ النَّاس مِنْهُ بأريجي ... يرى فِيمَا عَلَيْهِ جود حَاتِم) قَالَ الصَّفَدِي وأقمت عِنْده بالظاهرية قَرِيبا من سنتَيْن فَكنت أرَاهُ يُصَلِّي كل صَلَاة مَرَّات كَثِيرَة فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ لي خطر لي أَن أُصَلِّي كل صَلَاة مرَّتَيْنِ فَفعلت ثمَّ ثَلَاثًا فَفعلت وَسَهل عَليّ ثمَّ أَرْبعا فَفعلت قَالَ واشك هَل قَالَ خمْسا قَالَ وَكَانَ صَحِيح العقيدة جيد الذِّهْن يفهم النكت الْعَقْلِيَّة ويسارع إِلَيْهَا وَلَو كَانَ اشْتِغَاله على قدر ذهنه لبلغ الْغَايَة القصوى وَلكنه كَانَ يتلهى عَن ذَلِك بمعاشرة الْكِبَار قَالَ وَكَانَ النّظم عَلَيْهِ بِلَا كلفة قَالَ وكتبت إِلَيْهِ إِلَى الديار المصرية وَأَنا بالرحبة
(أَهلا بهَا من تَحِيَّة صدرت ... عَن رَاحَة بالفضائل اشتهرت) وفيهَا نظم ونثر فأحابني يَقُول
(حيت فاحيت فَعِنْدَ مَا حسرت ... خمارها كل مهجة سحرت)
(يَا خجلة الشَّمْس عِنْد مَا سفرت ... وغضة الْغُصْن كلما حضرت) وَهِي طَوِيلَة وَمن شعره
(فقري لمعروفك الْمَعْرُوف يغنيني ... يَا من أرجيه وَالتَّقْصِير يرجيني)
(إِن أوبقتني الْخَطَايَا عَن مدى شرف ... نجا بإدراكه الناجون من دوني)