بذكرى الحبيب قصائد نبوية وَشَرحهَا فِي مُجَلد وَله منح الْمَدْح والمقامات الْعلية فِي الكرامات الجلية وَولي درس الحَدِيث بالظاهرية ومدرسة أبي حليقة وَمَسْجِد الرصد وخطابة جَامع الخَنْدَق وَله رزق بالديار المصرية وراتب بصفد قَالَ الصَّفَدِي مَا رَأَيْت أحدا لَهُ مثل خطه مَا رَآهُ أحد إِلَّا أحبه كَانَ علم الدّين الدواداري يُحِبهُ ويلازمه كثيرا وَدخل بِهِ إِلَى الْمَنْصُور لاجين وَقد مدحه بقصيدة فرتبه فِي جملَة الموقعين فَرَأى الشَّيْخ الْمُلَازمَة صعبة فَسَأَلَ الإعفاء فَقَالَ اجعلوا معلومه راتباً فَلم يزل يتَنَاوَلهُ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ الكمالي ينَام مَعَه وَكَانَ كريم الدّين يمِيل إِلَيْهِ كثيرا وَكَانَ أرغون النَّائِب يتعصب لَهُ وَلَا اسْتثْنى أحدا من الْأُمَرَاء بالديار المصرية إِلَّا الجاي الدوادار فَإِنَّهُ كَانَ منحرفاً عَنهُ وَكَذَا الْفَخر نَاظر الْجَيْش وَابْن فضل الله وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَيْضا فِي حَقه ذُو الْفُنُون والذهن الْوَقَّاد قَالَ وَكَانَ عديم النظير فِي مَجْمُوعه رَأْسا فِي الْأَدَب قل أَن ترى الْعُيُون مثله فِي فهمه وَعلمه وسيلان ذهنه وسعة معارفه وَحسن خطه وَكَثْرَة أُصُوله وَكَانَ طيب الْأَخْلَاق ذَا كرم وبذل وإعارة لكتبه تخرج بِهِ جمَاعَة وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ يعاشر بعض الأكابر فَوَقع لَهُ من الْبَدْر ابْن جمَاعَة زجر فَصَرفهُ عَن إِعَادَة الحَدِيث الْجَامِع الطولوني وَأنْشد لَهُ قصيدة طَوِيلَة مدح بهَا ابْن عَمه الْمَذْكُور أَولا وأرسلها إِلَيْهِ أَولهَا