وللدهر يوما سوف يدركك صارمه ... وجافته عن دار الغرور عزائمه
إذا ما خلا حبر به قام قائمه ... وماذا وإن أعطيت عمرا كآدم
فطوبى لعبد أيقظته عناية ... وما زال هذا النور فيكم شامخا
ومنها مرثية الشيخ سليمان بن سحمان:
وتظهر مكنونا من الحزن ثاويا ... وبالعلم يزهو ربع تلك الروابيا
وأطواد شرع الله فيها رواسيا ... جناها ينلها والقطوف دوانيا
مناهلها كالشهد فعم صوافيا ... يرجعن ألحان الغواني تهانيا
وأنوار هذا الدين تعلو سواميا ... علينا بأنواع الهموم الروازيا
وننبأو عنها في القرون الخواليا ... وأوجعها فقدان تلك المعاليا
فحق لنا إهراق دمع المآقيا ... مصابيح داجيها لخطب وداهيا
مذيق العدى كاسات سم الأفاعيا ... تذكرت والذكرى تهيج البواكيا
معاهد كانت بالهدى مستنيرة ... وأراضها بالعلم والدين قد زهت
وقد أينعت منها الثمار فمن يرد ... وأنهارها للواردين شريعة
وقد غردت أطيارها برياضها ... وكنا على هذا زمانا بغبطة
فما كان إلا برهة ثم أطبقت ... فكنا أحاديث كأخبار من مضى
لعمري لئن كانت أصيبت قلوبنا ... لقد زادت البلوى اضطراما وحرقة
فقد أظلمت أرجاء نجد وأطفئت ... لموت إمام الدين والعلم والتقى
إلى أن قال:
وأصبح ناعي الدين فينا مناديا ... وحل بها من موجعات التآسيا
ولما نمى الركبان إخبار موته ... رثيناه جبرا للقلوب لما بها