الحجة سنة 1292? وأصيب المسلمون بفقده، ولم تسد ثلمته من بعده; وبكته المجالس والقبائل، وفقدته الرؤساء والمحافل، وقد رثي بقصائد منها ما رثاه به الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن طوق، مطلعها:

وإن عظمت هماته وعزائمه ... وأيتمه للعلم إذ مات عالمه

بأوحش أنباء بريد يكاتمه ... فأظلم كل الكون وارتج عالمه

وجاد بماء الجفن سحا غمائمه ... وهد بسور العلم أوهاه ثالمه

وكنْزا أبى مضروبها أن يقاومه ... تلقاه فرع أصلته أكارمه

فإني وأيم الله للفضل ظالمه ... فما هو إلا دارسات معالمه

أبي خلق الأيام حيا تسالمه ... فما أوحش الدنيا ويا حزن نجدها

فما مر يوم مر يوم أتى به ... وجدنا كأن الأرض حتما تزلزلت

وهاجت رياح من زفير تنفس ... فيا لك من رزء فظيع على الورى

فقد كان للدنيا وللدين عدة ... بقية أهل العلم والعلم الذي

فإن لم يكن دمعي جرى فيه عن دم ... فإن تبكه فالعلم نبكهما معا

إلى أن قال:

من الدهر قد دبت إليه أراقمه ... يشرعه جفن لها وسواجمه

فزاد برزء منك مرا علاقمه ... فلي بعده من رزئه قلب ثاكل

وعين لها حرم الكرى صح ملة ... وما زال هذا العصر مرا وعلقما

ثم قال:

على المبلغ المنجي طريق ملازمه ... سواه ولا بد المنون تزاحمه

وعاش سعيدا ثم مات موحدا ... فلا حي إلا الحي والكل هالك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015