وغيظ العدى فليبك من كان باكيا ... وحل بنا خطب من الرزء شاجيا
يضيء سناها للورى متساميا ... وهطال سحب العفو من كل غاديا
على قبره ذا ديمة ثم هاميا ... وألحقه بالصالحين المهاديا
وأضحى دفينا في المقابر ثاويا ... ويبهر ضوء الشمس أزكى سلاميا
لشمس الهدى بدر الدجى علم الهدى ... لئن ظهرت منا عليه كآبة
فقد كسفت للدين شمس منيرة ... سقى الله رمسا حله وابل الرضى
ولا زال إحسان الإله وبره ... وأسكنه الفردوس فضلا ورحمة
عليه تحيات السلام وإن نأى ... يفوق عبير المسك عرف عبيرها
* * *
مضى لسبيل كلنا فيه ماضيا ... ربوع ذوي الإسلام منه خواليا
بآثار آباء كرام المساعيا ... وأحيوا من الأعلام ما كان عافيا
يقصر عن تعدادهن نظاميا ... وليس يواريها غطاء المعاديا
وبالعفو عنهم يا مجيب المناديا ... إلى الخير يا من ليس عنا بلاهيا
فيا معشر الإخوان صبرا فإنما ... فإن أفل البدر الفريد وأصبحت
فقد شاد أعلام الشريعة واقتفى ... همو جددوا الإسلام بعد اندراسه
وكم لهمو من منحة وفضيلة ... مناقبهم لا يحصيها النظم عدة
فيا رب جد بالفضل منك تكرما ... وأبق بنيهم سادة يقتدى بهم