والذكاء لم يتعرضوا لرثي شيخ الإسلام، وقدوة العلماء الأعلام، علامة دهره ووحيد عصره، الوالد الشيخ عبد اللطيف، ثبت الله حجته، أحببت أن أبذل وسعي في ذلك، وإن كنت لست من رجال ذلك الميدان، ولكن يستأنس بالمثل: كم ترك الأول للآخر، وكم زل من ذكي ماهر، وقلت مستعينا بالله شعرا:
وقد كان لي في عهدها بالهدى عهد ... وأنوار هذا الدين من أفقها تبدو
ولاح لنا من وجهها القمر الفرد ... فكل مقال لا تقرره رد
فإن كل ما يبني من الأمر منهد ... وحصباؤها در وأمواهها شهد
به ارتفع الإسلام وانهزم الضد ... وقد مس أهل الزيغ في بأسهم حد
لدن غاب من آفاقها الطالع السعد ... لقد أظلمت من كل أرجائها نجد
وكنا وأهلوها على خير حالة ... وقد ساعدت ليلى وطاب وصالها
بها قام سوق للشريعة عامر ... وكل إمام لا ينفذ أمرها
فصحراؤها روض تفتق زهره ... فلله عصر قد مضى في حمائها
صحبناهم والدهر مسترخ رواقه ... لقد حل بالسمحا من الخطب فاظع
*****
عبد اللطيف العالم الأوحد الفرد ... لما قاله في السالف العالم المجد
أم الفتنة الظلماء قد أقبلت تعدو ... فأظلمت الآفاق إذ أظلمت نجد
إمام التقى بحر الندى علم الهدى ... فمذ غاب عن عيني تمثلت منشدا
الليل غشى الدنيا أم الأفق مسود ... أم السرج النجدية الزهر أطفئت