الشمس في مسجد العيد، وحضر جنازته خلائق لا يحصون، وأصاب المسلمين بموته من الحزن والبكاء والتوجع، حتى ربات الخدور، حصل لهن من الفزع والحزن ما يعز وصفه; ولم يصب المسلمون بمصيبة أعظم من مصيبته، وجاءت التعازي من جميع النواحي.

قال الشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن مانع:

وفوض بتسليم مع الحمد والشكر ... ونعم الدرع الصبر في العسر واليسر

مشيع بما يهدي إلى المسمع الوقر ... بماذا ينادي والفؤاد على جمر

بأن إمام الدين أوفى على العمر ... لفيه الحصى ماذا يقول من الشر

وهيل عليه الترب من جانب القبر ... وحرك أشواقا بها عيل من صبري

تردّ رداء الصبر في حادث الأمر ... فنعم احتساب المرء في حال رزئه

لقد ساءنا ما جاءنا من مبلغ ... فصخت له سمعا وألححت سائلا

فقيل ينادي أخطأ الله شره ... فقلت نعي جاء من نحو داره

فقال سراج الدين أصبح ثاويا ... فأزعج من ألبابنا كل ساكن

* * *

وأن الفضا مما بنا صار كالشبر ... حيارى كأيتام أصيبوا على صغر

ويا عبرتي خلي غروب الأسى تجري ... سعير حريق القلب أو أنة الصدر

بعيد عن الأدناس ناء عن الكبر ... وأيقنت أن الأرض مادت بأهلها

لقد ظل أهل الحق من بعد موته ... فيا مهجتي حقا عليه تفتتي

ويا أضلعي لا تسأمي إن تصدعت ... فلا يبعدنك الله من شيخ طاعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015