رفيق لدى الإفتا لطيف لدى النجا ... رقيق لدى النجوى إلى عالم السر

وأطال في الثناء عليه ثم قال:

ويثني به القاري ويدعو له المقري ... لخلد نحرير الهدى سائر الدهر

لزدناه من وقت به منتهى العمر ... لسمنا نفوسا تحت راياتها الخضر

بأعناقنا لا تفديها من الأسر ... وموت أهيل العلم قاصمة الظهر

فلهفي على أهل النهى الجلة الطهر ... ونقل خيار الناس من جملة النذر

ويجبر منا ما تصدع من كسر ... رحيم ودود قد تفرد بالأمر

عسى يحيى ذكراه لنا بعد فقده ... فلو كان يبقى بالفضائل فاضل

أو الأجل المحتوم يدفع برهة ... أو الحتف تدفعه جنود وجحفل

ولكن أطواق المنايا قلائد ... لقد بان فينا النقص من بعد موته

فكان كسلك قد وهى من نظامه ... فهذي علامات القيامة قد بدت

فنرجو إله العالمين يثيبنا ... ويسكنهم في جنة الخلد إنه

الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله

هو الإمام العالم العامل، الحبر العلم الكامل، سيد أهل الإسلام في زمانه، وقطب فلك الأنام في أوانه، أوحد البلغاء، بدر الفصحاء، خصه الله بالفضل والشهامة والشجاعة، طنت بذكره الأعصار، وضنت بمثله الأمصار، أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية، سيف السنة المسلول، حاوي المعقول والمنقول، البليغ المصقع، واللوذعي البلتع، الفاضل الفصيح، المجاهد النصيح، أبو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015