عنهم، وعدم الخضوع والاستذلال لهم، والقيام بواجبات الإسلام وأدائها على الوجه المشروع.
إذا فهمتم ما تقدم من استحكام غربة الدين، وانتهاك الحرمات، وانتشار الفسوق والعقائد الفاسدة، والفرق بين التولي والموالاة، وحكم السفر إلى بلاد المشركين، وبيان كيفية إظهار الدين، والفرق بين الخدمة عند المشركين والإجارة معهم، فواجب عليكم أن تتعلموا الدين الصحيح لتعملوا به، وتعرفوا أهله فتوالوهم وتحبوهم، وتعرفوا الشر لتجتنبوه، ولتعرفوا أهله فتبغضوهم، وتعادوهم، وتبتعدوا عنهم، ولو كانوا آباءكم أو إخوانكم أو أخواتكم.
ولا تكونوا كالأنعام يقودكم الشيطان إلى الآثام، ويتحكم الكفرة فيكم بما شاؤوا، حتى يخرجوكم من دينكم وأنتم لا تشعرون; قفوا عند حدود الله، وقوموا بفرائض الله؛ فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
يا من يهمهم أمر دينهم نصيحتي لكم بالبعد عن المشركين والمنافقين والفاسقين، قال الله لنبيه: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} [سورة الأنعام آية: 68] .
إن مرافقة الأشرار عار وهلاك; إنكم في زمان شره كثير وخيره قليل، ابتعدوا عن قرناء السوء، فإنكم إن لم