ومداهنتهم، والرضى بأعمالهم، والتشبه بهم والتزيّي بزيهم، ومد العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم.
وتأمل قوله تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا} [سورة هود آية: 113] والركون هو الميل اليسير، فكيف بمن جالس الكافرين، وآكلهم، وألان لهم الكلام؟!.
ويذكر عن عيسى عليه السلام، أنه قال: تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إليه بالبعد عنهم، واطلبوا رضوان الله بسخطهم; فإذا كان هذا مع أهل المعاصي، فكيف بالمشركين والكافرين، والمنافقين والملحدين؟!
وفي الحديث: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" 1، وفيه: "المرء مع من أحب يوم القيامة" 2، وفي حديث: "لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم".
ومما تقدم من الآيات، والأحاديث، وأقوال العلماء، يتبين أنه يجب على المؤمنين إظهار العداوة للكفار والمشركين، والبراءة منهم والبعد عنهم؛ وأن ذلك هو حقيقة الإسلام.
ويتبين أن المسلم إذا والى المشركين وأطاعهم، ووافقهم على رغبتهم، لأجل مال أو غيره، من غير إكراه، أنه كافر، ولو كان يعرف كفرهم ويبغضهم.
وقد جاء الأمر بمجاهدة الكفار والمشركين، والغلظة عليهم في غير موضع من كتاب الله؛ بل جاء الأمر بالإنكار على المجاهر بالمعاصي، ولو كان مسلما، فكيف بمن يوالي