المشركين، ويحبهم، ويرى سبيلهم أهدى من سبيل المسلمين؟!

فيجب على المسلم معرفة أمور، من فعلها دخل في الوعيد، وتعرض لمسيس النار، التولي العام، الركون القليل، مداهنة الكفار ومداراتهم، طاعتهم فيما يقولون ويشيرون، تقريبهم في الجلوس، وتقديمهم في الدخول على أمراء الإسلام، مشاورتهم في الأمور، استعمالهم في الوظائف، اتخاذهم بطانة، مجالستهم ومزاورتهم والدخول عليهم، البشاشة لهم والطلاقة، الإكرام العام، استئمانهم وقد خونهم الله.

معاونتهم في أمورهم ولو بأدنى شيء، مناصحتهم، اتباع أهوائهم; مصاحبتهم ومعاشرتهم، الرضى بأعمالهم، التشبه بهم والتزيّي بزيهم; ذكر ما فيه تعظيمهم كتسميتهم سادات وحكام وحكماء، والسكنى معهم في ديارهم.

إذا تبين هذا فلا فرق بين أن يفعل ذلك مع أقربائه منهم، أو مع غيرهم؛ ولا تجتمع محبة الله، ومحبة أعداء الله في قلب مسلم.

قال ابن القيم:

تحب أعداء الحبيب وتدعي ... حبا له ما ذاك في إمكان

إذا فهمت ما تقدم، تبين لك انحراف كثير من أهالي هذا الزمان عن الدين، وردتهم الصريحة، لمبادرتهم إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015