بل الواجب أن تحارب مثل هذه الأشياء، وأن تعمل كل ما في وسعها لمحو هذه الأمور المنكرة عن إذاعات المسلمين; فليتها كانت كفافا لا علي ولا ولي. ومنها: عدم مراقبة الصحف المحلية، من الناحية الدينية، فكل جاهل يكتب ويفتي في مسائل هامة، ويخالف القرآن والسنة، ويحل ويحرم ويكذب على العلماء، وينقل نقولات خاطئة بلا خجل ولا حياء، ثم يترك ولا يوقف عند حده.
ومنها: عدم تعزيز جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا هو أهمها، بل هو الأساس لكل ما سبق، وإنه لمن أعظم الفروض: القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعزيزه بكل ممكن؛ وهو الآن قد ذهب إلا مسماه، وذلك يرجع لعدة عوامل.
منها: أنهم سلبوا سلطتهم، بكونهم لا يؤتمنون على التحقيقات مع المجرمين، ولا يتولون شيئا من ذلك، ثم يسند هذا إلى الشرطة. فهل الشرطة أعلم منهم بأحكام الشريعة؟ أو أقرب منهم إلى العدل والإنصاف؟ أو أشد تحريا لأداء الأمانة وبيان الواقع منهم؟!
ومنها: أن هذا العمل كسر شوكتهم، وحطم لمعنويتهم أمام الجمهور، حتى أصبحوا كلا شيء أمام الجمهور، بل شيء ولكنه محتقر. ومنها: أنه متى تكلم شخص ضدهم وتبين خطؤه عليهم وكذبه وافتراؤه، لم يحصل أي ردع من قبل الحكومة.