وغير خاف على سموكم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو قوام الدين، وأن قوام الملك والدولة هو التمسك بالدين؛ فإن الناس متى جهلوا دينهم أضاعوا حد الله وحقوق عباده، وجمهور الناس اليوم- ولله الحمد- في كفة أهل العلم، ويحبونهم ويحبون ولاتهم، ويوالونهم ويدعون لهم، ويتمنون لهم الهدوء والطمأنينة، إلا أنهم يلومونهم في بعض الأشياء التي تمس الدين، وكذلك يلومون طلبة العلم أكثر من لومهم الحكومة.

ويقولون لنا: أنتم المقصرون، ولم تتكلموا مع الحكومة، ولم تبلغوها الواقع على حقيقته، وقد كثر علينا اللوم منهم مشافهة ومكاتبة، ونسبوا كل هذا التحلل إلينا، بل يقولون: كل هذا التقصير إنما هو من العلماء، أما الحكومة فهي لم تقف أمامهم ضد ذلك.

ونحن نكتب هذه الكلمة، نصحا لكم حيث أوجب الله ذلك علينا، ونصحا للأمة، وخروجا من معرة الكتمان، ومعذرة إلى الله سبحانه، ثم إلى خلقه.

والله المسؤول أن يمن علينا وعليكم بالهداية والتوفيق لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه الذين يغضبون لغضبه ويرضون لرضاه، آمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015