وأوجب الواجبات: علم التوحيد; وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو معنى شهادة أن محمدا رسول الله; فهاتان الكلمتان عليهما مدار الدين كله، ولهذا لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟.
فعبادة الله، هي إفراده سبحانه بأنواع العبادة، دون ما سواه، وإجابة المرسلين: طاعتهم فيما أمروا، واجتناب ما عنه نهوا وزجروا، وأن لا يعبد الله إلا بما شرعوا.
فإذا تحققتم هذا، فواجب عليكم معرفة هذين الأصلين، والعمل بهما؛ ولا يحصل هذا إلا بتعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدبر ما أمرا به وما نهيا عنه، والوقوف عند ذلك بالامتثال، خوفا ورجاء، ومحبة وشوقا إلى الله، وما لديه من النعيم، وهربا من العذاب الأليم.
فقد أقام الله ورسوله علينا حججه ببيان الحق، وأمرا باتباعه، وبيان الباطل، وأمرا باجتنابه; ووعدا وتوعدا، وحذرا وأنذرا، وبلغا البلاغ المبين، إجمالا وتفصيلا، حتى صار الدين لطالبه أوضح من الشمس في رابعة النهار; ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا يزيغ عنها إلا هالك 1.
وقال صلى الله عليه وسلم: الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن ترك الشبهات،