فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه. ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب 1 متفق عليه.
ففي هذا الحديث أن الحلال بيّن، والحرام بيّن، وهو المحكم الذي لا يحتاج إلى بيان وتفسير من القرآن، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم التي يفهمها كل من سمعها; وبين ذلك أمور، لا يعلمها إلا أهل العلم; وأن سليم القلب بالصلاح، يترك المتشابه، خشية من الوقوع في الحرام الصريح، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك 2.
إذا عرفتم هذا إجمالا، فأول ما يجب على الإنسان: معرفة التوحيد والتزامه، ومعرفة الشرك والبراءة منه وأهله، ثم معرفة فرضية الصلاة، وما وجب على المصلي فيها، من شروط وأركان وواجبات، وما يبطلها وما يخل فيها؛ والزكاة والصوم والحج مثل ذلك: هذه هي أركان الإسلام الخمسة.
ثم معرفة ما به قوام الإسلام، من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد على حسب طاقة المكلف، ثم معرفة الحلال البيّن، والحرام البيّن، والورع عما بين ذلك من الشبهات، وسؤال أهل العلم عن المشكلات، كما قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ