فإياكم إياكم أن تأمنوا مكر الله، واعتبروا بمن مضى من الدول، وما صاروا إليه، واحذروا غير الله، فـ: {نَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ [سورة التوبة آية: 36] .

أعاذنا الله وإياكم من التمادي في التغيير، ونسأله التوبة النصوح، والعفو والعافية في الدنيا والآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

[أوجب الواجبات التوحيد وإجابة المرسلين ومعرفة ذلك والعمل به والحث على لزوم الشريعة]

وقال بعضهم، رحمهم الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى من يراه من المسلمين، وفقهم الله لسلوك صراطه المستقيم، وجنبنا وإياهم طرق الجحيم، آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فموجب هذا الكتاب، النصيحة لكم، والشفقة عليكم، ومعذرة من الله فيما أخذه علينا من الميثاق، من بيان أمره للعباد، والتحذير من ارتكاب نهيه، كما أوجب الله عز وجل علينا معرفته ومعرفة نبيه، ومعرفة ما شرعه هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وواجب على من علم: العمل بالعلم وتعليمه، والصبر على ذلك، كما قال تعالى: {وَالْعَصْرإِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [سورة العصر آية: 1-2] ، إلى آخر السورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015