مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة البقرة آية: 109] .

فيه مسائل: الأولى: كون أناس ينتسبون إلى العلم والدين يجري منهم هذا عمدا، جراءة على الله، وما أكثر من ينكر هذا.

الثانية: التنبيه على كثرة هذا الصنف.

الثالثة: كون المنتسب إلى العلم يتمنى إضلال غيره إذا عجز عنه.

الرابعة: أن سبب هذا الأمر الغريب هو الحسد، لا خوف مضرة ولا طلب مصلحة.

الخامسة: أن المنتسب إلى العقل والعلم قد يسعى فيما يعلم أنه مصلحة لدنياه ليزيله، وفيما يعلم أنه مضرة لدنياه ليأتي به ; فإنهم يعلمون أن زوال المفاسد، وحصول المصالح في هذا الدين، وكانوا يستفتحون به قبل مجيئه على من ظلمهم ; فلما جاءهم حملهم الحسد على ما ذكر.

السادسة: أن الحسد قد يكون سببا للكفر، كما وقع لهؤلاء ولإبليس.

السابعة: ذكر العفو الذي هو من أسباب العز وقهر الخصم، كما ورد في الحديث.

الثامنة: الرفق في الأمر وفعله بالتدريج، كما فعل عمر بن عبد العزيز.

التاسعة: أنه سبحانه يمهل ولا يهمل.

العاشرة: الإشعار بالنسخ قبل وقوعه.

الحادية عشر: تسلية المظلوم المحسود.

الثانية عشر: التنبيه على العلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015