أضيف إليه واقترن به توحيد الإلهية، وإفراد الله بالعبادة، والحب والخضوع والتعظيم، والإنابة والتوكل والخوف والرجاء، وطاعة الله، وطاعة رسوله؛ هذا أصل الإسلام وقاعدته.

والتوحيد الأول، توحيد الربوبية والخلق والإيجاد، وهو الذي بني عليه توحيد العمل والإرادة؛ وهو دليله الأكبر، وأصله الأعظم، كما قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة آية: 163] إلى آخر الآيات. قال العلامة ابن القيم، رحمه الله تعالى:

إن كان ربك واحدا سبحانه ... فاخصصه بالتوحيد مع إحسان

أو كان ربك واحدا أنشاك لم ... يشركه إذ أنشاك رب ثان

فكذاك أيضا وحده فاعبده لا ... تعبد سواه يا أخا العرفان

وهذه الجملة منقولة عن السلف، والأئمة من المفسرين، وغيرهم من أهل اللغة، إجمالا وتفصيلا.

وقد قرر رحمه الله، على شهادة أن محمدا رسول الله، من بيان ما تستلزمه هذه الشهادة، وتستدعيه وتقتضيه، من تجريد المتابعة، والقيام بالحقوق النبوية، من الحب والتوقير، والنصرة والمتابعة والطاعة، وتقديم سنته صلى الله عليه وسلم على كل سنة وقول، والوقوف معها حيث ما وقفت، والانتهاء حيث انتهت، في أصول الدين وفروعه، باطنة وظاهرة، خفية وجلية، كلية وجزئية، ما ظهر به فضله، وتأكد علمه ونبله، وأنه سباق غايات، وصاحب آيات، لا يشق غباره، ولا تدرك في البحث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015