الماضين، برأي مبتدع، أو قول مخترع، فلا يحدث في الدين ما ليس له أصل يتبع، وما ليس من أقوال أهل العلم والأثر.

ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار، وجاء الوعيد عليه، من تحريم دماء المسلمين، وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن نسب إليه خلاف هذا، فقد كذب وافترى، وقال ما ليس له به علم، وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله، من المفترين.

وأبدى رحمه الله من التقارير المفيدة، والأبحاث الفريدة، على كلمة الإخلاص والتوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، ما دل عليه الكتاب المصدق، والإجماع المستنير المحقق، من نفي استحقاق العبادة والإلهية عما سوى الله، وإثبات ذلك لله سبحانه، على وجه الكمال، المنافي لكليات الشرك وجزئياته، وأن هذا هو معناها وصفا ومطابقة، خلافا لمن زعم غير ذلك من المتكلمين، كمن يفسر ذلك بالقدرة على الاختراع، أو بأنه تعالى غني عما سواه، مفتقر إليه كل ما عداه؛ فإن هذا لازم المعنى، إذ الإله لا يكون إلا قادرا غنيا عما سواه، وأما كون هذا هو المعنى المقصود بالوضع، فليس كذلك؛ والمتكلمون خفي عليهم هذا، وظنوا أن تحقيق توحيد الربوبية والقدرة، هو الغاية المقصودة، والفناء فيه هو تحقيق التوحيد، وليس الأمر كذلك.

بل هذا لا يكفي في الإيمان، وأصل الإسلام، إلا إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015