والإفادة آثاره، وأن أعداءه ومنازعيه، وخصومه في الفضل وشائبيه، يصدق عليهم المثل السائر، بين أهل المحابر والدفاتر، شعرا:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لذميم
وله رحمه الله، من المناقب والمآثر، ما لا يخفى على أهل الفضل والبصائر; ومما اختصه الله به من الكرامة: تسلط أعداء الدين، وخصوم عباد الله المؤمنين على مسبته، والتعرض لبهته وعيبه; قال الشافعي رحمه الله: ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليزيدهم الله بذلك ثوابا عند انقطاع أعمالهم.
وأفضل الأمة بعد نبيها: أبو بكر وعمر، وقد ابتليا من طعن أهل الجهالة، والسفاهة بما لا يخفى؛ وما حكيناه عن الشيخ، حكاه أهل المقالات، عن أهل السنة والجماعة مفصلا، وهذه عبارة أبي الحسن الأشعري، في كتابه: "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين".
قال أبو الحسن الأشعري: جملة ما عليه أصحاب الحديث، وأهل السنة: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يردون من ذلك شيئا، والله تعالى إله واحد، فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن