فيما تقدم، وذكر أن منهم من هو أكفر من اليهود والنصارى، كالباطنية الإسماعيلية، والقرامطة ونحوهم.
ومن هذه الطوائف حدث البناء على القبور والمشاهد، وحدث الغلو ومقدمات الشرك، وعمت البلوى بهذه الأمور؛ فأنكر ذلك العلماء، وحكوا ما قد جرى من الشرك وعبادة الأوثان، حتى وقع ذلك فيمن يدعي الزهد والعبادة، وبلغ الشيطان من كثير الأمة مراده.
وصنف العلماء في غربة الإسلام كتبا، يعرفها الخواص من أهل العلم والعوام، والواقع من ذلك لا يخفى على ذوي البصائر؛ ويكفي طالب الحق ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين، حين قالت: "يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث " 1. وقد ذكرنا ما ذكره العلماء، مما حدث في أواخر هذه الأمة، وتواتر وشاهدناه.
وقد تقدم قول العلامة ابن القيم، رحمه الله- لما ذكر ما قد وقع في الأمة من الشرك-: وما أعز من يتخلص من هذا! بل ما أعز من لا يعادي من أنكره! فلقد صدق وبين؛ فإذا كان هذا قد وقع في القرن السابع وقبله، فكيف بقرون انقرض فيها العلم، وظهر فيها الجهل والفساد والظلم؟! فالله المستعان.
وقد اغتر كثير من الناس في أمر الدين بمجرد التلفظ بلا إله إلا الله، مع الجهل بمدلولها ومخالفة مضمونها، قولا وعملا واعتقادا؛ فيثبت ما نفته لا إله إلا الله من الشرك