الفاحشة الكبرى، كما يستحلها من يقول: إن اللواط مباح بملك اليمين؛ هؤلاء كلهم كفار باتفاق أئمة المسلمين، انتهى.

قلت: فنحن- بحمد الله- ننكر هذه الكفريات، ونعادي أهلها؛ فإن أبى المنحرف، إلا أن يطعن علينا بقوله: كفرتم أمة محمد، قلنا: معاذ الله، لا نكفر مسلما، ولا نجحد ما أعطى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الفضائل، التي لم يعطها أمة قبلها، وهم الأمة الوسط بنص الكتاب. فالقرون المفضلة لا ريب أن الإسلام فيها أظهر، والعلم والصلاح فيها أكثر، والنبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا يوم القيامة؛ لكن كلما كان أقرب إلى عهده، فالخير فيهم أكثر، والبدعة فيهم أقل وأندر، وكلما تباعد عن ذلك العهد كان بالعكس.

وحدث في الأمة ما حدث، وعمت البلوى بما وقع من تلك الشرور، التي ذكرها شيخ الإسلام وتلميذه العلامة ابن القيم، رحمهما الله تعالى، وغيرهما، كابن وضاح، وأبي شامة في "الباعث على إنكار البدع والحوادث"، فلقد صدقوا وبينوا، وفرقوا بين الهدى والضلال.

فتأمل ما ذكره الله في كتابه، عن أهل الكتاب، يتبين لك الصواب، ويظهر لك أن بعد تلك القرون المفضلة، انتشرت البدع، وحدث في الأمة ما قد ذكره شيخ الإسلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015