بالله، وينفي ما أثبتته لا إله إلا الله من إخلاص العبادة لله، كما قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [سورة البينة آية: 5] .

فإذا دعا غير الله واستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله، وقال له الموحدون: لا يعبد إلا الله والعبادة بجميع أنواعها مقصورة على الله، قال: تنقصتم الصالحين، وأمثال ذلك من العبارات المتضمنة للكفر بمعنى لا إله إلا الله والإنكار على من دعا إلى مضمون لا إله إلا الله، وهو إخلاص العبادة لله كما قال تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [سورة الزمر آية: 45] ؛ فما أشبه هؤلاء بمن نزلت فيهم هذه الآية.

[قول شيخ الإسلام في بناء المساجد على القبور]

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: بناء المساجد على القبور محرم، ولو بني عليها غير مسجد نهي عنه باتفاق العلماء؛ فهذا من وسائل الشرك المحرمة.

وقال رحمه الله: واعلم أن لفظ الدعاء، والدعوة في القرآن، يتناول معنيين: دعاء العبادة، ودعاء المسألة. وكل عابد سائل، وكل سائل عابد، وأحد الاسمين يتناول الآخر عند تجرده عنه؛ وإذا جمع بينهما، فإنه يراد بالسائل الذي يطلب جلب المنفعة، ودفع المضرة بصيغ السؤال والطلب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015