طالب رضي الله عنه: " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته "؛ وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لهدم مناة.

وبعث خالد بن الوليد يومئذ لهدم العزى، وقطع السمرات التي كانت تعبدها قريش وهذيل، وبعث المغيرة بن شعبة لهدم اللات فهدمها، وأزال من جزيرة العرب وما حولها، جميع الأصنام والأوثان التي كانت تعبد من دون الله. والصحابة رضي الله عنهم تعاهدوا هذا الأمر، واعتنوا بإزالته أعظم الاعتناء، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يقع في أمته من الاختلاف، كما في حديث العرباض بن سارية، قال: " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا " 1 الحديث; فوقع ما أخبره به صلى الله عليه وسلم، وعظم الاختلاف في أصل الدين بعد القرون المفضلة، كما هو معلوم عند العلماء؛ ولو أخذنا نذكر ذلك أو بعضه، لخرج بنا عن المقصود من الاختصار.

فانظر إلى ما وقع اليوم، من البناء على القبور والمشاهد، وعبادتها؛ فلقد عمت هذه البلية في كثير من البلاد، ووقع ما وقع من الشرك وسوء الاعتقاد في أناس ينتسبون إلى العلم. قال سليمان التيمي: لو أخذت بزلة كل عالم، لاجتمع فيك الشر كله، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقوله: المطابق لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015