قال: فمن؟ " 1 ونحو هذا من الأحاديث.
وقوله: ويكفيك في نفي هذه الشناعة، قوله أول المنظومة:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... البيت.
الجواب: أن هذا يزيده شناعة ومقتا، لأن هذا تناقض بيّن، وبرهان على أنه لا يعلم ما يقول؛ فلقد وقع فيما وقعت فيه النصارى، من الغلو العظيم، الذي نهى الله عنه ورسوله، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله، أو فعل ما يوصل إليه، بقوله: " لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " 2، يحذر ما صنعوا.
وقال: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله " 3، وقوله، لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت; قال: "أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده "، وقال: " إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله عز وجل ".
فلقد حذر أمته، وأنذرهم عن الشرك ووسائله، وما دق منه وجل، ودعا الناس إلى التوحيد، ونهاهم عن الشرك، وجاهدهم على ذلك؛ حتى أزال الله به الشرك والأوثان، من جميع الجزيرة، وما حولها من نواحي الشام واليمن، وغير ذلك.
وقد بعث السرايا في هدم الأوثان وإزالتها، كما هو مذكور في كتب الحديث، والتفسير والسير، كما في حديث أبي الهياج الأسدي، الذي في الصحيح، قال: قال علي بن أبى