الله، كما هو صريح الأبيات المذكورة; ولا يخفى على من عرف دين الإسلام أنه الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله لمن لم يتب منه، وأن الجنة عليه حرام.

وذكر الشيخ في جوابه أن الأبيات المذكورة تضمنت الشرك، وصرف خصائص الربوبية والإلهية لغير الله، فاعترض عليه جاهل ضال، فقال مبرئا لصاحب الأبيات من ذلك الشرك بقوله: حماه الله من ذلك، ويكفيه في نفي هذه الشناعة، قوله أول المنظومة:

دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... ...............البيت،

المطابق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم "1.

الجواب: أن هذه التبرئة إنما نشأت عن الجهل وفساد التصور، فلو عرف الناظم، وهذا المعترض، ومن سلك سبيلهم، حق الله على عباده، وما اختص به من ربوبيته، وألوهيته، وعرفوا معنى كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لما قالوا ما قالوا، هم وأمثالهم، ممن جهل التوحيد، كما قال تعالى في حق من هذا وصفه: {وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} [سورة الأنعام آية: 119] .

فالجهل بما بعث الله به رسله قد عم كثيرا من هذه الأمة، فظهر فيها ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015